الاعتذار هو تعبير عن الندم عن شيءٍ خاطئ قمت بفعله، كما أنه يخدم كطريقة لإصلاح العلاقات بعد هذا الخطأ. المسامحة تحدث حين يتشجع الشخص المجروح لإصلاح علاقته مع الشخص الذي تسبب بجرحه.
الاعتذار الجيد سيوصّل ثلاثة أشياء: الندم، والمسئولية، والعلاج
الاعتذار عن خطأ قد يبدو صعبًا، ولكنه سيساعدك على إصلاح وتحسين علاقاتك بالآخرين.
-1-
تخلَّ عن كونك "محق." التجادل بشأن تفاصيل التجربة التي تتضمن أكثر من شخص عادةً ما يكون محبطًا، لأن التجربة هي شيء
شخصي للغاية. كيفية اختبارنا وتفسيرنا للمواقف هو شيء فريد لكلٍ منا، قد يختبر شخصان نفس الموقف ولكن بطريقتين مختلفتين كليًا. يحتاج الاعتذار للاعتراف بحقيقة مشاعر الآخر، بغض النظر عن ظنك كونه محق أو غير محق.
على سبيل المثال، تخيل أنك ذهبت للسينما دون حبيبتك. شعرت حبيبتك حينها بالإهمال والجرح. بدلًا من التجادل عن كونها "محقة" بشعورها أو عن كونك "محق" للخروج دونها، اعترف بكونها جُرحت في اعتذارك.
-2-
استخدم عبارات الـ "أنا." أحد أكثر الأخطاء شيوعًا في الاعتذار هو استخدام العبارات التي تحتوي كلمة "أنت" بدلًا من كلمة "أنا." حين تعتذر، يجب أن تتحمل مسئولية أفعالك. لا تلقِ بمسئولية الإهانة على الشخص الآخر. أبقِ تركيزك على ما قمت بفعله، وتفاد الظهور وكأنك تلوم الشخص الآخر.
على سبيل المثال، طريقة شائعة للغاية في الاعتذار برغم كونها غير فعالة هي بقول شيء مثل، "أنا آسف أن مشاعرك قد انجرحت" أو "أنا آسف لكونك تضايقت." لا يحتاج الاعتذار لأن يتأسف لمشاعر الشخص الآخر، بل لأن يعترف بمسئوليتك عن الخطأ. هذه الأنواع من العبارات لا تحقق هذا، بل تدفع بالمسئولية مجددًا للشخص الذي جُرح.
عوضًا عن ذلك، أبقِ التركيز على ذاتك. عبارات مثل، "أنا آسف لأني جرحت مشاعرك" أو "أنا آسف أن أفعالي ضايقتك" تعبر عن تحملك لمسئولية الجرح الذي تسببت به، دون الاقتراب من لوم الشخص الآخر.
-3-
3- تفاد تبرير أفعالك. من الطبيعي أن تود تبرير أفعالك حين تشرحها للشخص الآخر. بالرغم من ذلك، تقديم التبريرات غالبًا ما سيسلب الاعتذار معناه، لأن الشخص الآخر قد يفسر هذا بأن الاعتذار ليس خالصًا
التبريرات قد تتضمن ادعاءات بأن الشخص الذي جرحته أساء فهمك، قول أشياء مثل "لقد فهمت الأمر بطريقة خاطئة." قد تتضمن أيضًا نكران للجرح، مثل "لم يكن الأمر بهذا السوء،" أو رواية حزينة، مثل "لقد كنت مجروحًا ولم أستطع السيطرة على نفسي."
-4-
استخدم الأعذار بحذر. قد يعبر أسفك عن أن إهانتك لم تكن متعمدة أو موجهة لجرح الشخص. يمكن أن يفيد هذا في طمأنة الشخص الآخر بأنك تهتم لأمره وأنك لم تقصد جرحه أبدًا. مع ذلك، يجب أن تكون حريصًا حتى لا يبدو عذر أسباب تصرفاتك كتبرير للضرر الذي سببته.
أمثلة على الأعذار قد تتضمن إنكار نيتك، مثل "أنا لم أتعمد جرحك" أو "حدث ذلك عن طريق الخطأ." الأعذار قد تتضمن أيضًا نكرانًا للوعي، مثل "لقد كنت غير واعيًا ولم أعرف ما الذي أقوله." استخدم تلك العبارات بحذر، وتأكد من دوام اعترافك بالجرح الذي تسببت به أولًا قبل إلحاقه بأي أسباب لتصرفك.
الشخص الذي جرح غالبًا ما سيسامحك إن قدمت أعذار بدلًا من التبريرات. حتى أنه سيكون أكثر قابلية لمسامحتك إن قدمت الأعذار بالإضافة لتقبلك مسئولية الخطأ، الاعتراف بالجرح، التعرف على السلوك المناسب، والتأكيد على السلوك الصحيح في المستقبل
-5-
تفاد ا "لكن." الاعتذار الذي يتضمن كلمة "لكن" غالبًا ما لن اعتباره كاعتذار-
هذا لأن كلمة "لكن" تعرف كممحاة كلامية. فهي تحول التركيز مما ينبغي أن يكون محور الاعتذار – وهو الاعتراف بالمسئولية والتعبير عن الندم – إلى تبرير أفعالك. حين يسمع الناس كلمة "لكن،" يميلون بعدها للتوقف عن الاستماع. كل ما يسمعونه من تلك اللحظة فصاعدًا هو "لكن كل هذا كان خطأك أنت.
لا تقول شيء مثل، "أنا آسف، ولكنني كنت متعبًا فحسب." هذا يؤكد على تبريرك للإهانة، بدلًا من التركيز على ندمك لجرح الشخص الآخر.
بدلًا من هذا، قل شيء يشبه، "أنا آسف أنني انفعلت عليك. أنا أعرف أن ذلك جرح مشاعرك. أنا كنت متعبًا، وقلت حينها شيء أنا نادم عليه الآن..
-6-
اختر مكانًا هادئًا أو خاصًا للاعتذار. الاعتذار هو فعل شخصي للغاية. العثور على مكان هادئ وخاص للاعتذار سيساعدك في التركيز على الشخص الآخر وتفادي الملهيات.
اختر مكانًا يشعرك بالاسترخاء، واحرص على توافر الوقت الكافي حتى لا تشعر بالعجلة.
0 comments:
Post a Comment